مراجعات

مراجعة فيلم الكنز 2 .. صراع بين سُلطة الحب وحب السُلطة

فيلم الكنز 2

بفارغ الصبر انتظرت لأشاهد فيلم الكنز 2 (الحب والمصير) ؛ لأستكمل رحلتي وأعرف ما هو الكنز؟ .. توقفنا عند لحظات فاصلة في حياة شخصيات الفيلم ومع نهاية الجزء الأول من فيلم الكنز تجمعت السحب حولي وتراكمت الأسئلة حول مصير الشخصيات .. ما الذي سيحدث لبشر باشا؟ نعمات؟! .. هل سيستطيع علي الزيبق ورفاقه الخروج من فخ الكلبي؟

وماذا عن حتشبسوت وسليموت؟! .. سد جوانب الضعف في سيناريو وحوار الجزء الأول ، تقدم في مستوي الإخراج ، أداء أفضل من طاقم التمثيل .. كلها أشياء كنت أريد رؤيتها في الكنز2 .. مع مرور ما يُقارب من نصف الفيلم بدأت في تلقي الصدمات ، وهذا ما جعلني أتمني أن يكتفي فيلم الكنز 2 بالحفاظ علي مستوي الجزء الأول!

نبذة عن فيلم الكنز 2

بعد الانتهاء من دراسة علوم المصريات في أوروبا .. يعود حسن بشر إلي الأقصر حيث منزل العائلة ، ومع وصوله يكتشف وجود وصية والده التي سجلها له بنفسه .. نجد في تلك الوصية تفاصيل حياة بشر باشا وأسرار لم يسبق لأحد معرفتها وفي نهايتها السر الأكبر .. الكنز!

امينة خليل الكنز 2

هل كاتب ونوس ودهشة هو نفسه كاتب الكنز؟!

بلا شك السيناريو والحوار من أهم الكروت الرابحة لأي عمل فني .. بإمكان السيناريو إنقاذ الفيلم في حالة وجود قصور .. بعد مرور الربع ساعة الأولي من فيلم الكنز 2 وجدت ربط بين أحداث الجزأين ثم بدأ عبدالرحيم كمال في إمتاعي وكأني أري ليونيل ميسي وهو يتلاعب بمنافسيه .. وجدت ربط بين الثلاث قصص وكأنهم يجرون في نفس الوقت .. التسلسل الدرامي للحبكة وتصاعد الأحداث كان متوافراً أيضاً .. كل شئ يسير بشكل جيد ولكن سرعان ما تملكني الضيق .

= لماذا الضيق والسيناريو جيد .. أهناك ما هو ليس علي ما يُرام؟!

الحوار .. من المفترض أن الحوار هو قوام أي فيلم ، والذي كان بكل أمانة أسوأ عنصر بالفيلم (الأداء الإنتاجي تحت الصفر!) .. من يختلف معي فليأخذ قصة ” حتشبسوت ” مثالاً .. شعرت بأن من يكتب هاوياً وليس عبدالرحيم كمال! .. إن كنت تريد أن تجعل الشخصية  تنطق الفصحي حافظ عليها .. وصل الخلط بين العربية والعامية إلي أننا لم نستطعْ سماع جملة عربية صافيه .. لا أعرف إن كان ذلك فشلاً أم إهمالاً ولكن أثق أن الكنز2 يمثل الظهور الأضعف لعبدالرحيم كمال .

احمد رزق فيلم الكنز 2

ضربة المعلـــم بألف

كعادته يبهرنا ويقدم مستوي إخراجي راقي وتمثل أولا في الكادرات التي برع عرفة في تنفيذها .. شريف عرفة مثله مثل الفنان الذي نثر أدواته ثم بدأ يخرج إبداعاته علي لوحته .. لم يُركز الكنز2 (قصة شريف عرفة) فقط علي الكنز ولكنه ركز علي العلاقات بين الناس وفكرة الصراع علي السلطة الموجودة منذ بداية الخليقة .. تميز عرفة في قصتي علي الزيبق وبشر الكتاتني علي عكس قصة حتشبسوت التي وجدت بها ارتباكاً في بعض المشاهد ولم أجد جديداً .

محمد رمضان فيلم الكنز 2

الثلث والثلثين!

– بشر الكتاتني : لا أعتقد أن هناك ما يمكنني إضافته بخصوص محمد سعد فله نصيب الأسد من كعكة الإبداع والتفوق .. منذ البداية وحتي مشهد النهاية لم أجد منافساً لسعد ، نظرت إلي محمد سعد الذي يجسد شخصية ” بشر ” فنسيت أنه الشخص الذي قام بعمل ” اللمبي ” سابقاً ، من يستطيع تجسيد شخصيتين متنافيتين بنفس الاقتدار فهو ممثل محنك (المخرج كلمة السر) .. حافظ أحمد رزق علي مستواه وكون ثنائي جيد مع محمد سعد والذي لم يخلُ من الكوميديا ، نهي عابدين صاحبة الأداء النسائي الأفضل ولم تجد منافِسة لها ، ويرجع السبب في ذلك أن نهي حصلت علي الحرية التمثيلية فظهرت تلقائية وهو ما ساهم بنجاحها

مراجعة فيلم الكنز 2 .. صراع بين سُلطة الحب وحب السُلطة 1

– علي الزيبق : انخفاض نسبي في أداء محمد رمضان مقارنة بالجزء الأول ، بدأ يتسرب لدي الشعور أن الدور لم يكن لرمضان من الأساس ووجوده ما هو إلا رغبة من شريف عرفة لإثبات أنه يستطيع عمل شربات من الفسيخ! ، في هذا الجزء روبي أكثر حيوية ولكنها مازالت تلعب في دائرة الأداء المتوسط ، مازلت أري عباس أبو الحسن مظلوماً في دور ” الكلبي ” لم يزعجني ولكنه لم يبهرني .. وجود أحمد صيام اختيار موفق لصناع الفيلم ، استطاع صيام إعطاء القصة حساً فكاهياً بطريقة إلقائه وبتعابير وجهه .

مراجعة فيلم الكنز 2 .. صراع بين سُلطة الحب وحب السُلطة 2

– حتشبسوت : ضعف الحوار كان له تأثيراً ملحوظاً علي الشخصيات فهند صبري اتسم أداؤها بالنمطية في أغلب مشاهد الفيلم باستثناء مشهد مواجهتها مع هاني عادل الذي تم تقديمه بشكل أكثر من رائع ، افتقد محي إسماعيل للفاعلية في تجسيده لدور ” الكاهن ” وكان بإمكانه الظهور بشكل أفضل .. أما عن هاني عادل فهو غير موفق بالمرة .

مراجعة فيلم الكنز 2 .. صراع بين سُلطة الحب وحب السُلطة 3

لم يحصل فيلم الكنز 2 علي إيرادات مرتفعة بشباك التذاكر لأسباب تجارية في المقام الأول ، وكنت أُفضل أن يتم تأجيل عرض الفيلم بعيداً عن موسم العيد حتي يتم تقديره بالشكل المطلوب .. قليل من يمتلك الجرأه علي أن يقوم بصناعة مثل تلك الأفلام .. رغم معاناته من بعض جوانب القصور إلا أنها تظل تجربة فريدة من نوعها ، وبقلب مستريح ” الكنز ” هو واحد من أفضل الأفلام ذات الجزأين في تاريخ السينما المصرية .

محمود احمد
كاتب سينمائي ومحرر بموقع بيهايند، عاشق للسينما منذ طفولتي .. أفضل السينما التي تحمل أفكارًا جريئة .. مؤمن بقدراتنا الفنية في مصر والعالم العربي ونستطيع مواكبة السينما الغربية، لم لا؟ لدينا الموهبة فقط تنقصنا الإمكانيات.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *