مسلسل Chernobyl ، لعله اسماً بات الان مألوفا لدى الجميع، خصوصا انه يعد المسلسل الأشهر، والذي استطاع وفي وقت قصير تصدر قائمة “IMDB” المسلسل الذي يحكى مأساة جذبت لها انظار العالم واهتزت بها احدى القوتين العظمتين بل، وكما قال “غورباتشوف”، تسببت في انهيار تلك القوى العظمى ناهيك عن الخسائر الذي لم ولن يقدر أحد على حصرها، اثار الكثير من التساؤلات، ولعل اكثرها اثارة او هكذا بدى لي، هو “تشرنوبل الان؟!”، أي، إذا كان الهواء الملوث كان قد وصل الى مدينة “مينسك”، والتي تبعد عن المفاعل النووي مسافة تزيد عن ال 440 كم!، بل، وحسب المسلسل، وصل التلوث الى “المانيا” و “السويد”!، إذاً فما مصير المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي الان وبعد ما يزيد عن ال 30 عامً؟

لماذا مسلسل Chernobyl يتصدر قائمة افضل المسلسلات

قصة مسلسل Chernobyl

تدور أحداث المسلسل القصير المكون من 5 حلقات حول الكارثة النووية الأشهر بالتاريخ Chernobyl والتي حدثت بعام 1986 ويشارك في بطولته جاريد هاريس وستيلان سكارجارد وايميلي واتسون وغيرهم من النجوم.

مفاعل تشرنوبل النووي هو على حدود “بريبيات” والتي تقع شمال “أوكرانيا” على الحدود مع “روسيا البيضاء”، بعد الحادث مباشرة تم اجلاء حوالي 116000 انسان على الفور وإعلان مسافة 30 كم من المفاعل كمنطقة حظر، “Exclusion Zone”، لاحقا تم تهجير 234000 انسان اخر، وبدون الخوض في تفاصيل، امتدت منطقة الحظر الى ما هي عليه الان وتشمل 2600 كم² وتقع في “أوكرانيا” و”روسيا البيضاء”.

القوانين في “أوكرانيا”، ومن قبلها في الاتحاد السوفيتي، تحرم الإقامة او حتى الدخول الى منطقة الحظر، ولكن بالإضافة الى هياكل المباني الغير مسكونة، وما خلفه المهاجرون من متعلقات، والأشجار التي غزت المنطقة كما لو انها كانت تنتظر تلك الحادثة لكي تحتل المكان، فان هناك حوالي 100-150 فرد معظمهم من النساء اللاتي تجاوزن ال70 من اعمارهن، هن سكان المنطقة الأصليين اللاتي رفضن النزوح، وتمت الإشارة اليهن في المسلسل عندما رفضت العجوز الانصياع الى أوامر الجندي السوفيتي بترك المكان، وبالرغم من القوانين الصارمة الا ان الحكومة في أوكرانيا سمحت لهن بالبقاء انطلاقً من مبدأ انهن سوف يموتن على أي حال لذا من الأفضل لهن ان يمتن وهن فرحات. يذكر ان عدد الذين رفضوا النزوح في عام 1986 وقت وقوع الحادث كان 1200 فرد، وفي ال 2007 كان العدد قد تقلص الى 300 والرقم يقل مع مرور السنوات.

يتبقى السؤال حول مصير المحطة النووية، فمن المعروف ان المفاعل رقم 4 هو الذي انفجر وسبب تلك الكارثة، ولكن ماذا عن باقي المفاعلات؟، بعد الحادث كانت المفاعلات لازالت تعمل وقد جرى وبالتدريج اغلاقها حتى أغلقت تماماً في عام 2000، ويقال انه يجري الى الان تفكيك تلك المفاعلات.

الوضع خارج وبالقرب من اسوار منطقة الاشباح المحظورة تلك لا يختلف كثيرا عن الداخل، فقريبا من السور منطقة غير مأهولة بالسكان، فقط القليل من العائلات التي وصلت الى المناطق المجاورة للسور وذلك نظرا لثمن البيوت القليل جدا، فالبيت هناك لا يكلفك سوى مئات قليلة من الدولارات لتشتريه من مالكه الأصلي الذي هاجر وقت وقوع الحادث، وقد اجرت ال “BBC” حوارً مع احدى تلك العائلات، والتي ذكرت انه يتوجب على الأبناء المشي ل 5 كم للذهاب للمدرسة.

داخل او خارج المنطقة المحظورة، فان هناك امدادات من الغاز، الكهرباء، وشبكة للهواتف المحمولة، وحتى الهواء لم يعد ملوثاً، ولكن لا يوجد شبكات للصرف الصحي، والمشكلة الأكبر تكمن في الماء، اذ ان المياه الجوفية ملوثة وبالتالي المياه المستخرجة من الاّبار غير صالحة للاستخدام لذلك يقوم الناس بغلي الماء قبل الاستخدام.

اما عن مصدر الرزق، فانه لا يوجد مصانع او وظائف ولكن الناس داخل او خارج المنطقة المحظورة يملكون مساحات شاسعة تصلح للزراعة وتربية المواشي والتي هي مصدر طعامهم، ولكن ومع ان الهواء لم يعد ملوثا لكن التربة لازالت تحتوي على المواد المشعة، فطبقا لتصريح لل “BBC” قال الدكتور” فاليري كاسباروف” انه وجد مادة ال “سيزيوم 137” المشعة وهي مسرطنة في حليب الابقار، وذلك لان الابقار تتغذى على النباتات والتي بدورها تتغذى من التربة الملوثة.