تسعى السينما المصرية منذ فترة طويلة نحو إنتاج افلام رعب مصرية قوية، وفي إطار ذلك اقترب عرض عملين تحت تصنيف الرعب وهما “يوم 13” بطولة دينا الشربيني وأحمد داوود  وإخراج وائل عبدالله، و فيلم “التهويدة” بطولة عمرو يوسف وإخراج طارق العريان.

وعلى الرغم من كثرة محاولات إنتاج أفلام رعب مصرية إلا إن تجربة الرعب المصري لم تحظى بثقة من المشاهدين ، وفيما يلي نسرد أفلام الرعب المصرية.

افلام رعب مصرية

– محاولة يوسف وهبي في سفير جهنم

كانت أولى محاولات إنتاج افلام رعب مصرية في 1945 فيلم سفير جهنم، من تأليف وإخراج يوسف وهبي، وقصته تدور حول رجل فقير وعائلته يظهر لهم الشيطان ومنحهم المال والقوة فبدأوا في ارتكاب المعاصي والذنوب حتى اللحظة التي يقرر فيها الرجل التوبة.

وقد خرج الفيلم بشكل مرضي نظراً لكونه التجربة الأولى، ورغم ضعف الإمكانيات إلا إنه يعد من التجارب الموفقة.

افلام تحدثت عن الشيطان فى السينما المصرية

– حرام عليك .. تجربة غير مصرية

في 1953 جاءت ثاني محاولات إنتاج فيلم رعب، عن طريق فيلم الرعب الكوميدي حرام عليك بطولة إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري ، وتدور أحداثه حول عاملان في محل لبيع الأثار يحاول عالم إستغلال أحدهما للحصول على عقله ووضعه داخل أحد المومياوات.

ويعد الفيلم من الأفلام المصرية المحببة للجميع نظراً للكوميديا ووجود إسماعيل ياسين ، إلا أن الكثيرين لا يعتبروه تجربة رعب مصرية خاصة وأن الفيلم مقتبس بالكامل من الفيلم الأمريكي Abbott and Costello Meet Frankenstein .

– الأنس والجن يفتتح حقبة الرعب في الثمانينات

تعدد فترة الثمانينات أكثر الفترات التي شهدت محاولات أنتاج افلام رعب مصرية والتي بدأت في 1985 بفيلم الأنس والجن من بطولة عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي.

وتدور أحداثه حول طبيبة تلتقي برجل غامض في الطائرة وتكتشف فيما بعد إنه جن يحبها ويطلب الزواج منها فتحاول الهرب منه وتستعين بخطيبها.

ولم يعتمد الفيلم بشكل كبير على المؤثرات البصرية، وأظهر فيه عادل إمام أداء جيد للغاية ومختلف ، وقد نجح الفيلم بشكل كبير وجذب إهتمام الكثيرين خاصة مع أداء عادل إمام الذي أضاف صبغة من التوتر طوال الأحداث.

– التعويذة .. التجربة الأشهر

في 1987 ظهر للجمهور فيلم التعويذة بطولة محمود يس ويسرا، وتأليف وإخراج محمد شبل.

وتدور أحداثه حول عائلة تقيم في منزل قديم ، يرغب أحد رجال الأعمال في شراء المنزل لكنهم يرفضون وبعد ذلك تبدأ سلسلة من الأحداث الغريبة والمرعبة في الحدوث.

ويعد الفيلم أشهر محاولات أفلام الرعب في مصر، وذلك برغم قصته التقليدية ولكن استخدام المؤثرات والموسيقى التصويرية أضافت صبغة الرعب عليه، ولكنه لم يرتقي للمستوى المطلوب ونالت منه السوشيال ميديا بالتعليقات الساخرة في بعض الفترات.

– البيت الملعون .. محاولة غير مشهورة

بعد عرض التعويذة بشهرين فقط ، تم عرض فيلم البيت الملعون من بطولة كمال الشناوي وسمير صبري وماجدة الخطيب.

وتدور أحداثه حول فتاة تعيش مع زوجها وابنتها في سلام ولكن تبدأ احداث غريبة في الظهور بمنزلها ، لتعلم من عمتها سر خطير بشأن مقتل والدتها في المنزل.

ولم يلق ذلك الفيلم نجاح ، أو حتى يحصل على شهرة مثل ما حدث مع التعويذة ، فقصته تقليدية والمؤثرات كانت ضعيفة كما أن الأداء التمثيلي لم يكن مبهر وبالتالي فإن الفيلم ظهر واختفى سريعًا ولا تجد إلا قليلين من يعلموه أو شاهدوه.

– عاد لينتقم .. يُنهي رعب الثمانينات

في 1988 تم إنتاج أخر أفلام رعب فترة الثمانينات ، بفيلم عاد لينتقم من بطولة عزت العلايلى و إيمان وأنور إسماعيل ، وإخراج إسماعيل ياسين.

تدور أحداث الفيلم حول طبيب توفيت ابنته فيتوجه للقاهرة ليستأجر قصر يعيش فيه، ومع الوقت يلاحظ أمور غريبة تحدث وكأن القصر يبعث برسائل له فيقرر البحث في تاريخ القصر لفك اللغز.

والفيلم مأخوذ من فيلم the changeling وهو ما يجعله تجربة غير مصرية بشكل خالص ، وإن كان التفوق الواضح في الإخراج واستخدام المؤثرات بشكل جيد على الرغم من ضعف الإمكانيات جعل الفيلم يختتم فترة افلام رعب الثمانينات بشكل جيد.

ويحمل الفيلم قصة غريبة حيث إنه تم الإستعانة بالعالم الروحاني سيد الحسيني والذي استخدم عبارات وتعاويذ حقيقية جعلت بعض العاملين يروا اشياء غريبة أثناء التصوير ، ويال أن ذلك هو سبب قلة إذاعة الفيلم .

– كامب .. فيلم للنسيان

غابت فكرة أفلام الرعب لفترة طويلة حتى حاول فيلم كامب إعادتها مرة أخرى، وتدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء يتوجهون إلى أحد الفنادق في منطقة نائية وتبدأ سلسلة من الجرائم الغامضة.

ويتشابه كامب مع فكرة الفيلم الأمريكي الشهير Scream ولكن التشابه كان في الفكرة، وإذا كانت افلام مصرية سابقة نجحت في صنع أفلام رعب مقتبسة بشكل جيد ، إلا أن كامب فشل بشكل ذريع ليصبح واحد من أسوأ محاولات إنتاج الرعب في مصر فلا يوجد ما يشفع له على الإطلاق.

عزازيل .. فيلمين بفشل واحد

ظهر فيلمين باسم عزازيل .. كان الأول في 2011 بطولة كمال أبورية وماهر عصام وهادي الجيار، وتدور أحداثه حول 3 شباب يمكثون في منزله بناء على وصية لمدة 30 يوم ويبدأ عزازيل في اغوائهم

والغريب أن ذلك الفيلم لا يعلم الكثيرين إنه تم إنتاجه من الأساس ولا يوجد لديه أي مرجع.

أما الفيلم الأخر في 2014 فهو عزازيل ابن الشيطان ، وهو من بطولة بعض الممثلين الصغار ولكنه كان فيلم مروع للغاية في الإنتاج الضعيف والتمثيل الرديء والمؤثرات السيئة.

– الباجوري و وردة فيلم مميز

في 2014 اقتحم المخرج هادي الباجوري والمؤلف محمد حفظي قائمة افلام الرعب بفيلم “وردة”، والذي قام ببطولته مجموعة من النجوم الشباب.

أحداث الفيلم مقتبسة من قصة حقيقية عن فتاة تقلب حياة أسرتها لجحيم بعد أن تتعرض لمس شياطني فيقوم أخيها بتركيب كاميرا في المنزل لتصوير ما يحدث.

وبعد عرض الفيلم على التلفزيون لقى نجاح وردود أفعال جيدة نظراً لطريقة التصوير الجديدة على السينما المصرية ، وعلى قصة الفيلم والتي احتوت على مفاجأة في النهاية، ليصبح من الأفلام المميزة التي حاولت أن تصنع الرعب.

– حصلنا الرعب محاولة جيدة ولكن

عادت مرة أخرى أفلام الرعب ذات الطابع الكوميدي عن طريق فيلم حصلنا الرعب من بطولة أحمد الجارحي ومحمد شرف وديمتري نعيم.

وتدور احداثه حول طالبان يستعينان بجمجمة من أجل بعض الدراسات الخاصة بهم ، ولكن بعد الحصول على الجمجمة تبدأ أمور غريبة في الحدوث ويحاولان التخلص من الجمجمة ولكنها تعود إليهما ليقررا حل اللغز المتعلق بها.

وتعد محاولة العمل لخلق فيلم رعب موفقة فقد كانت القصة جيدة ، ولكن كانت الأزمة هي دمج الكوميديا مع الرعب فهو أمر بلغ الصعوبة وقد أضر بالفيلم بشكل كامل ، فلم يعد كوميدي ولا رعب وأصبح فيلم هزلي دون أن يحقق ما أراده من نجاح.

– الدساس محاولة تقليدية

جاء فيلم الدساس بمحاولة أخرى لفيلم رعب كوميدي تدور أحداثه حول بيت أحد العائلات الذي يحيط بهالغموض ويتعامل معه الجميع على إنه بيت مسكون ومع وجود اسطورة حول وجود كنزل بالبيت فيلجأ أحد الأشخاص لخداع  4 أشخاص بإقناعهم بالإشتراك في أحد البرامج لمساعدته في إيجاد الكنز.

وحاول فريق العمل الإجتهاد لإخراج فيلم جيد للنور ولكنه لم يلقى نجاح يذكر ودخل طي النسيان بشكل سريع 

– الفيل الأزرق يكتب نجاح الرعب

بالرغم من أن الفيل الأزرق لم يكن تصنيفه كفيلم رعب ولكن التوتر والرعب الذي قدمه للكثيرين وقت عرضه جعله  يصنف كأحد أفلام الرعب المصرية.

وتدور أحداثه حول طبيب نفسي يمر بظروف صعبة ويحاول إنقاذ صديقه من الإتهام في جريمة قتل بعد أن أصابه مس من جن بعد رسم وشم استحضار الجن نائل.

وقد حقق الفيل الأزرق بجزئيه نجاح منقطع النظير ليصبح مصنف كأنجح أفلام الرعب في مصر.

مراجعة فيلم الفيل الازرق

– 122 … رعب المطاردات

في 2019 تم عرض فيلم 122 ، بطولة طارق لطفي وأحمد داوود وأمينة خليل، والفيلم مصنف ضمن رعب المطاردات حيث تدور قصته حول شاب وفتاة تجمعهم علاقة حب ويتم نقلهم إلى المستشفى على أثر حادث ويواجهان مطاردة عنيفة من طبيب بعد أن أكتشف الشاب فساد الطبيب.

الفيلم لا يعد رعب بالمعنى المتعارف عليه ولكنه اندرج تحت الرعب النفسي والمطاردة التي تحدث طوال الأحداث، وقد نجح الفيلم في تقديم ما يريده الجمهور ونال استحسانهم كما إنه أول عمل مصري يعرض بتقنية 4D.

وبعد تلك القائمة الطويلة من افلام رعب مصرية فما زالت أفلام الرعب المصري تحاول تثبيت أقدامها والنجاح والحصول على رضا المشاهدين الذين اعتادوا على المؤثرات البصرية المبهرة في الأفلام الأمريكية ولم يعد من السهل إقناعهم بفيلم رعب قوي يفتح الطريق أمام المنتجين لإنتاج أفلام رعب دون خوف من النتائج.